الشهيد حسن المجتبى حاتم دقة

البطاقة التعريفية

الإسم الكامل: حسن المجتبى حاتم دقة

الإسم الجهادي: السيد مجتبى

تاريخ الولادة: 04-04-2008

المستوى العلمي: ثالث ثانوي

مكان وتاريخ الاستشهاد:

بلدة القماطية 06/10/2024

من هو حسن المجبتى دقة

الشهيد حسن المجتبى دقّة، ابن بلدة عيتيت، كان من العناصر والتلامذة المميّزين لدى الشهيد القائد كيان. انطلق برعماً واعداً في فوج الإمام زين العابدين (ع) – عيتيت، ونما تحت رعاية كيان، متدرّجًا معه على سُلّم القيادة الكشفية. وقد جمعتهما العديد من النشاطات والمواقف، فكانا معًا في المسيرات والأنشطة الكشفية والفنية، ما زاد العلاقة بينهما عمقًا ومحبة.

اتخذ حسن المجتبى من كيان قدوة ومثالًا أعلى، حتى برز بينهما تشابه لافت في السلوك، بالضحكة، وبالروح النقية، رغم فارق السن الذي بلغ أحد عشر عامًا. ولم تكن العلاقة بينهما فقط على مستوى الأفراد، بل كانت هناك صلة وطيدة ومحبّة صادقة تجمع بين أسرتيهما، ازدادت متانة مع مرور الأيام.

وبعد استشهاد كيان، تأثر حسن المجتبى تأثرًا بالغًا، وأصرّ على أن يكون من العسكر حاملي نعشه، وقد ألقى قسم الولاء خلال التشييع والده الجريح السيّد حاتم دقّة.

الجريح السيد حاتم دقة والد الشهيد حسن المجبتى دقة مع الشهيد حسن المجبتى أحمد

حســـــن المجتبى دقة في تشييع حســـــن المجتبى أحمد ببلدة رشاف

بعد تشييع كيان

بعد تشييع الشهيد كيان، أصبح ضريحه في بلدة رشاف مقصدًا دائمًا للشهيد حسن المجتبى دقة، يزوره بشوق قلب القائد والرفيق، وعلّق صورته وسامًا على صدره، كمن يحمل العهد كل يوم. جمع كل صورة وذكرى ممكنة له، طلب من أصدقائه كل ما وُجد من صور كيان ليحتفظ بها، ويوثّقها بمحبة وشغف، وأقسم أن يسير على نهجه، وأن لا يحيد عن دربه حتى يلقاه شهيدًا.

ومع رحيل كيان، برز في حسن المجتبى دقة جانبٌ أكثر تأثرًا وعمقًا في الإيمان، فقد غدا قلبه معلّقًا بالشهادة، مستبشرًا بها كمن يراها وعدًا قريبًا لا يُخلف. بدا أكثر هدوءًا وثباتًا، وصار مواسيًا ومساندًا لرفيق دربه علي، شقيق الشهيد كيان، فتوثّقت العلاقة بينهما بشكل كبير، وكأن روحي الشهيدين قد التحمتا في من بقي منهما، يمضيان معًا في درب الوفاء والمقاومة.

حسن المجتبى دقة ينشد نشيد النصر في احتفال بالمقدمة والشهيد كيان خلفه

حسن المجتبى دقة مع رفيق دربه علي المرتضى يوسف أحمد شقيق الشهيد كيان علي

ويُذكر أنه في إحدى السهرات التي أُقيمت بعد شهادة كيان، كان حسن المجتبى دقة حاضرًا بقلبٍ مفعم باليقين، مستبشرًا بالشهادة كما لو كانت على مرمى خطوة. جلس بين رفاقه وقال بثقة المؤمن الصادق أن شهادته قريبة ولن تتعدى الثلاثة أشهر. لم يكن كلامه اندفاعًا عابرًا، بل نابعًا من صفاء داخلي وإحساس عميق بأن دربه بات ممهورًا بخاتمة الشهداء.

في تلك الليلة، طلب من رفاقه أن تُجمع صورته مع صورة الشهيد كيان في إطارٍ واحد، وأن يُكتب عليها: "الشهيدان حسن المجتبى "... وكأنه كان يهيئ الصورة التي سيخلدهما بها الزمن معًا، كما خلّدتهما المحبة والنهج والخطى.

ما بعد كيان .. قصة عشق لا تنتهي

يُذكر أن حسن المجتبى كان شديد التعلّق بالشهيد كيان، يلاحقه حبًا ووفاءً، حتى جلس مرارًا مع رفيقه المصمّم يطلب منه إعداد صور خاصة لكيان، ولم يكتفِ بذلك، بل أبدى رغبته في تعلّم التصميم الغرافيكي والفوتوشوب، ليكون هو من يصمّم صور الشهداء بيده، ويخلّد ذكراهم بروحه.

صورة من الجلسة التي تم تصميم عدة صور للشهيد كيان خلالها

حسن المجتبى دقة يطلب من رفيقه كل صور الشهيد حسن المجبتى أحمد

هذه الصورة من الصور التي صممها الشهيد حسن المجبتى دقة بمساعدة رفاقه

في أربعين الشهيد كيان ، وعند عرض وصية الشهيد، تأثر حسن المجتبى دقّة بشدة وبكى بدموع ملؤها الشوق والحنين لقائده كيان. كانت كلمات الوصية تؤثر فيه عميقًا، فتغذّت روحه بإيمانٍ أكبر. وبعد أيام قليلة، سجّل حسن المجتبى دقة وصيته التي حملت تشابهًا واضحًا مع وصية كيان، تعبيرًا عن استمرارية العهد والمسيرة التي تربط بينهما.

الصورة للشهيد حسن المجبتى في أربعين الشهيد حسن المجبتى أحمد وهو ينظر الى الوصية نظرة المتلهف المشتاق للشهادة

بعد أربعة أيام من شهادة الشهيد كيان، بتاريخ 23 حزيران 2024، عُقدت جلسة حوارية في المسجد جمعت حسن المجتبى دقة مع رفيقه المصمم، حيث تبادلا الأفكار حول توثيق سيرة الشهيد كيان عبر كتاب أو منصة إلكترونية أو معرض أو أي وسيلة توثيقية تكرّم حياة هذا الشهيد الكبير وتكون تحت اسم "كيان علي"، الذي كان منارة لأقرانه ومخرِّج أجيال من الشهداء.

خلال الجلسة، عرضا الأفكار على صديق الشهيد ، الذي أيد الفكرة كثيرًا واقترح تأجيل المشروع لما لا يقل عن ستة أشهر لإجراء مقابلات مع العائلة والأصدقاء وجمع كمية كبيرة من المعلومات حول الشهيد كيان.

اللقاء المنتظر

لكن المشروع توقف ولم يُستكمل بسبب استشهاد حسن المجتبى دقة، الذي ارتقى بتاريخ 06/10/2024 في غارة غادرة على بلدة القماطية، برفقة أخيه حيدرة ابن الثلاث سنوات، محققًا مجتبى بذلك أسمى أمانيه وملتحقًا بقائده وقدوته الشهيد كيان وباقي الأحبة، حيث جمعهم الله معًا في عليين، في جنان الخلد والرضوان.

واليوم، وبعد مرور سنة على ذلك الاتفاق، قرر رفيق درب الشهيد حسن المجتبى دقة أن يُكمل ما بدأه الشهيد، بإطلاق منصة إلكترونية تؤرخ سيرة وحياة ودروس ووصايا الشهيد كيان، لتبقى ذكراه حيّة ومستدامة.

الشهيدان حسن المجتبى لم يتشابها في الاسم فقط، بل كانا نعم الحسن بكل معانيه: حسن الضحكة، حسن البر، حسن العشق , حسن القيادة الكشفية، وحسن الشهادة والجهاد