
حسن المجتبى يوسف أحمد
البطاقة التعريفية
الإسم الكامل: حسن المجتبى يوسف أحمد
الإسم الجهادي: كيان علي
تاريخ ومكان الولادة: 27-5-1997
الوضع العائلي: متزوّج لديه بنت
المستوى العلمي: جامعي-هندسة ميكانيك
مكان وتاريخ الاستشهاد:
بلدة يارون 19/06/2024

شبابه فيما أفنى
أفنى الشّهيدُ حسن المُجتبى شبابَه في طاعةِ اللهِ، والجهادِ في سبيله، وطلبِ المعرفةِ والعلم، وخدمةِ أهلِ البيت (عليهم السلام).

.jpeg)
لحتى جلساتُه مع أصدقائِه كانت تدورُ حولَ النقاشاتِ الهادفة، والتفكّرِ في القضايا الجوهريّة، والشؤون الدينيّة والاجتماعيّة، بما يليقُ بشخصٍ كان يعيشُ مسؤوليّةَ الكلمةِ والفكرةِ والموقف.
وحتى في دورِه كأبٍّ، ورغمَ غيابهِ المتكرّر بفعلِ المهامِّ الجهاديّة، إلّا أنّه كان يؤدّي دورَه على أتمِّ وجهٍ، بل وأكثر.
كان وقتُ فراغِه نادرًا، لكنّه كان يعرف كيف يصنعُ منه لحظاتٍ مُباركة.
فإن انتظرَ شيئًا، فتحَ القرآنَ وتلا منه.
لم يكن من روّاد المقاهي، ولم يُعرف عنه تضييعُ الوقتِ في ما لا ينفع.

الأثر الجميل
كلّ شهيدٍ يترك في حياته أثرًا مميّزًا، لكنّ الشّهيد حسن المُجتبى لم يكن كغيره.من عرفه، لم يشكّ لحظة بأنه شهيدٌ حيّ، يمشي بين النّاس بنورٍ خاص، ووجهٍ يفيض سكينة.


كان كأنّه ملاكٌ أرسله الله لنتعلّم منه، لنرى في سلوكه مرآةً للقيم التي نُحاول بلوغها.
في حياته، حُفرت قصصٌ كثيرة، كلّ واحدة منها تحمل عِبرة. عُرف بأخلاقه الجميلة، وبضحكته التي لم تفارقه، حتى في أشدّ الظروف.
تميّز بحكمته وذكائه في المواقف، وكان العمل لديه خطًّا أحمر، لا يُؤجَّل ولا يُتراخى فيه. كان يرى فيه تكليفًا إلهيًّا يؤديه بإخلاص لا يعرف الكلل.



في عائلته، كان الابن البار، لا يتردّد في تقديم راحته لأجل رضا والديه.وكان زوجًا مثاليًّا، شريكًا في كل تفاصيل الحياة المنزليّة، سندًا ومُعينًا.
وكرجلٍ وُهِب نعمة الأبوّة، كان حنونًا، مثقفًا، متفهّمًا، يعرف كيف يواجه نوبات الغضب والعناد عند طفلته الصغيرة نرجس، ويزرع فيها بذور الدّين والروح منذ ولادتها.
أما في عبادته، فكان ممن ينادون الله في اللّيل والنّهار بكل خضوعٍ وحبّ. ومن أعماله التي واظب عليها:
- إقامة صلاة الجماعة مع عائلته، حتى وإن اقتصرت على زوجته فقط.
- تلاوة زيارة عاشوراء بعد كل صلاة، وخلال النهار.
- قراءة زيارة آل ياسين، وما يليها من أدعية.


إحياء صلاة الليل بخشوع العارفين.
المواظبة على الأدعية والأعمال الخاصة بكل يوم من أيام الأسبوع.
تعقيبات الصلاة، من تسبيح الزهراء (ع) والأدعية المأثورة.
قراءة دعاء العهد وسائر الأدعية العامة.
.jpeg)

أثرهُ في رحاب عاشوراء
لم تكن عاشوراء بالنّسبة للشّهيد حسن المُجتبى مجرّد مناسبة، بل كانت ميدانًا للخدمة، ثم الخدمة، ثم الخدمة...
كان يراها فرصة ذهبيّة لبذل الجهد في سبيل الحسين (ع)، رغم ما تحمله من تعب جسدي وإرهاق، إلا أن قلبه كان يسبق جسده شغفًا ولهفةً للمشاركة.


من توزيع الهريسة وإعداد الولائم في المضائف، إلى العمل مع الكشّافة، والمشاركة في حلقات تلاوة القرآن والتّعريف بالمجالس العاشورائيّة، وصولًا إلى أدق التفاصيل من تنظيفٍ وترتيبٍ قبل المجالس وبعدها...
كان الشهيد يستغل كلّ لحظة من أيّام عاشوراء ليكون في ميدان الخدمة، لا يعرف التّعب، ولا يقبل بالتّقاعس.لم تكن مشاركته مجرد حضور جسدي، بل كان يترك أثرًا لا يُمحى. بابتسامته التي لا تغيب، وهمّته العالية، والجو الإيجابي الذي كان يصنعه أينما وُجد، أصبح اسمه محفورًا في ذاكرة كل نشاط عاشورائي.



_JPG.jpg)
نرجسٌ من رحم الولاء
ابنته نرجس، فكانت زهرة قلبه وريحانة عمره، بها يحلو الزَّمان، وبضحكتها يأنس الوجدان. لم تكن علاقته بها علاقة والدٍ بابنته وحسب، بل كانت تربية ممتزجة بالحب، مؤطّرة بالقداسة، قائمة على سقايتها من معين النور واليقين.
منذ نعومة أظفارها، كانت أذناها تألف آيات الذكر الحكيم، ودعاء الإمام الحجّة، وأسماء الأئمّة الأطهار، فقد جعل تلك النّفحات غذاءً

حسن المجتبى عند رؤية ابنه نرجس لأول مرة


يوميًّا لروحها. ومع كل يوم تكبر فيه، كان قلبه يكبر معها، فحرص على مرافقتها إلى المساجد والمجالس، وزرع في وجدانها عشق الحسين (ع) وأهل بيته، ليس بالكلام فحسب، بل بالفعل والممارسة، حتى باتت تقف إلى جانبه في الصّلاة، على سجّادة صغيرة اصطفاها لها، إلى جوار سجادته وسجادة والدتها، تحمل كتاب القرآن، وسجدةً ومسبحة، كأنّها تُهيّأ لوراثة درب النّور منذ الآن.
وكان إذا قصّ عليها القصص، لم يكن يروي لها إلا حكايا الأنبياء والأئمّة، يرويها بشغف العارف، وبأسلوب يُخاطب براءة قلبها، فتنطبع المعاني في داخلها نقشًا لا يُمحى. وكان يرى في القرآن روحًا لا بد أن تسكن أعماقها، فيُسمعها آياته، ويُعينها على حفظها، رغم صِغر سنّها، مردّدًا أن الغرس في أرض طيّبة لا يضيع.
أمّا في عاشوراء، فكان لها نصيبٌ خاص، إذ يتحوّل البيت إلى مأتمٍ عاشقٍ مفجوع، تُعلّق فيه الرّايات، وتُرفع الشّعارات، ويُمهّد لحضور المجالس، ومواكب اللّطم، ولبس السّواد،

، وسكب الدّمع، لتكون نرجس شريكةً في الحزن، رغم صِغرها، لأنها ابنةُ بيتٍ نُذر للحسين، وروحٌ طُبعت على الولاء.
فبهذه الرّوح، ربّى الشهيد نرجس، سقاها حبًّا لله وأهل البيت، علّمها الصّلاة بخشوع، وقراءة القرآن بإيمان، والدّمعة على الحسين بيقين… وها هي اليوم، تُكمل رسالته، وتمشي على خُطاه، بنقاءٍ نادرٍ لا تُخطئه العيون.
سبب تسميته لِـ"كيان علي"
اختار الشهيد حسن المُجتبى، الذي عُرف بإيمانه العميق وولائه الصّادق، أن يُطلق على نفسه الإسم الجهادي "كيان علي". لم يكن هذا الاسم عشوائيًّا، بل نابعًا من رؤية واعية ودلالة رمزيّة عميقة.

كان الشّهيد قد تابع مسلسل المختار الثّقفي، وتأثّر بشخصيّة "كيان"، ذاك القائد المخلص الذي عُرف بتلبيته الدّائمة لنداء المختار وطاعته المطلقة له. وجد حسن في هذه الشّخصيّة تجسيدًا للقيم التي آمن بها وسار على نهجها، فاختار "كيان" ليكون عنوانًا لجهاده.


أما "علي"، فكان مقصده بذلك السيد القائد علي الخامنئي (دام ظله)، مرشد الثّورة الإسلاميّة، الذي لطالما عبّر الشهيد عن طاعته له وولائه لأمره. فكان اسم "كيان علي" إعلانًا صريحًا لانتمائه إلى هذا النهج، وتجسيدًا لروحه التي نذرت نفسها للحقّ والقيادة الإلهيّة.
علاقته مع الأسرة
لم يكن الشّهيد حسن المجتبى أحمد قائدًا فقط في الميدان الكشفي، بل كان قائدًا في بيته، قدوةً في التّعامل، ومثالًا في المحبّة والاحترام. اختياره لشريكة حياته لم يكن عبثيًّا، بل عن وعي وإدراك لمسؤوليّة الزّواج، فبنى هذا الرّباط على أسس المودّة والرّحمة. كان لطيفًا في كلامه، كريمًا في مشاعره، قريبًا من زوجته قلبًا وسلوكًا. لم تعرف منه إلّا الحنان والإحترام، وقد جعل من بيت الزّوجيّة واحةً للسّكينة، يفيض فيها الحب وتغمرها الرّحمة.


وكما كان زوجًا صالحًا، كان ابنًا بارًّا بوالديه، يجلّهم ويحمل لهم كل الحب والتّقدير. لم يكن يرفع صوته في حضرتهم، ولا يردّ لهم طلبًا، وكان يرى في خدمتهم شرفًا وسعادة لا تُقارن. يزورهم ويهتمّ بأحوالهم، يتفقّدهم في كل حين، ويجعلهم أولويّة في حياته رغم كثرة مسؤوليّاته. وكانت والدته ترى فيه قلبًا نابضًا بالرّحمة، وأبوه يفخر بتربيته وبما بلغ من رجولةٍ ومسؤولية.
لقد جسّد الشّهيد حسن في علاقاته الأسريّة المعنى الأصيل لما أوصى به الإسلام، وبلغ ذروة البرّ في زمنٍ قلّ فيه البارّون. فقد عمل بوصيّة النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم):
"خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي"،
فكان من خير النّاس لأهله، لزوجه، ولوالديه، لا بالكلام فقط، بل بالفعل، بالسّلوك، بالحبّ المتجذّر في الإيمان، والطاعة النّابعة من فهم عميق لمعنى الأسرة والرّحمة والواجب.
.jpeg)